(الآيات) وفيها (اللام) وأنشد قال: أنشدنا الكسائي:
إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائف طرف لما أحقر
وذكر أن أبيا قرأ {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ} ، وكذلك في الثالثة، وأجاز الكسائي: في الدار لزيد، والبصريون لا يجيزون ذلك.
{ومن سورة الأحقاف}
* * *
العارض: الدفعة من المطر هاهنا، وأصل العارض: الماء ولا يلبث. ومنه قيل: الدنيا عرض، ولذلك قالوا لخلاف الجوهر؛ لقلة بقائه، وقيل سمي السحاب عارضاً لأخذه في عرض السماء قال الأعشى:
يا من يرى عارضاً قد بت أرقبه كأنما البرق في حافاته الشعل
والضمير يعود على العذاب، أي فلما رأوا العذاب الذي تقدم ذكره معترضاً مستقبل أوديتهم ظنوه مطراً.
وقوله: {مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} نكرة، وإن كان بلفظ المعرفة؛ لأن الانفصال مقدر فيه، والمعنى: فلما رأوه مستقبلاً أوديتهم، وكذلك {مُمْطِرُنَا} إنما معناه: ممطر لنا، واسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال والاستقبال كان الانفصال مقدراً فيه، نحو قولك: هذا ضارب زيد غداً، وشاتم عمر الساعة، والمعنى سيضربه وهو يشتمه، وعليه قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] وقوله: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95] ، قال جرير: