يسأل عن قوله: {يُقِيمُوا الصَّلَاةَ} ما موضعه من اإعراب؟

والجواب جزم من ثلاثة أوجه:

أحدها: جواب الأمر الذي هو {قُلْ} ؛ لأن المعنى في: {قُلْ} إن تقل لهم يقيموا الصلاة.

والثاني: أنه جواب أمر محذوف تقديره: قل لعبادي أقيموا الصلاة يقيموا الصلاة.

والثالث: أنه على حذف لام الأمر، كأنه قال: قل لعبادي ليقيموا الصلاة، وإنما جاز حذف (اللام) هاهنا؛ لأن في الكلام عليها دليلاً، غعلى هذا يجوز، قل له يضربُ زيداً، ولا يجوز: يضربْ زيداً؛ لأنه لا دليل على اللام، ولا عوض منها، وهذا قول الزجاج.

* * *

قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] .

قرأ الكسائي {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولُ مِنْهُ الْجِبَالُ} بضم اللام الأخيرة وفتح الأولى، وقرأ الباقون: بكسر الأولى وفتح الثانية.

ومعنى قراءة الجماعة: وما كان مكروهم لتزول منه الجبال، أي: ليبطل الحق والإسلام؛ لأنهما ثابتان بالدليل والبرهان، فهما كالجبال.

وأما قراءة الكسائي فمعناها: الاستعظام لمكرهم، كأنها تزول منه الجبال لعظمه.

و {إِنْ} في القراءة الأولى بمعنى (ما) وهو قول ابن عباس والحسن، وعلى القراءة الثانية {إِنْ} مخففة من الثقيلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015