والثاني: أنه لما كثر منه ذلك أقام المصدر مقام اسم الفاعل، كما قالت الخنساء:

ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت فإنما هي إقبال وإدبار

ومن كلام العرب: إنما أنت أكلٌ وشرب.

وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وإبراهيم أن المعنى: إن سؤالك هذا عمل غير صالح، فعلى هذا الوجه لا يكون في الكلام حذف.

* * *

قوله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44] .

يقال: أقلع السحاب إذا ارتفع، وغاض الماء إذا غاب الأرض، والجودي: جبل بناجية آمد.

قال أمية:

سبحانه ثم سبحاناً يعود له وقبلنا سبح الجودي والجمد

ومعنى {قُضِيَ الْأَمْرُ} وقع إهلاك قوم نوح.

ونصب {بُعْدًا} على المصدر وفيه معنى الدعاء، ويجوز أن يكون من قول الله تعالى، ويجوز أن يكون من وقل المؤمنين.

وقد جمعت هذه الآية من عجيب البلاغة أشياءً:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015