الواجب أن لا يعل، لأن الواو والياء إذا سكن ما قبلهما صحتا، نحو: (صنو، وقنو، ونحي، وظبي) وما أشبة ذلك. وقيل: وزنه: (فعل) بضم الفاء، وقيل: (فعل) بكسرها، لقولهم: (سم، وسم) ولم يسمع (سم) بفتح السين. أنشد أبو زيد:
بسم الذي في كل سورة سمة قد أخذت على طريق تعلمه
يروى بضم السين وكسرها، ثم حذفت الواو على غير قياس، وكان يجب أن تقلب ألفاً كما فعل في نحو: (ربا، وعصا، وعرا) ، وما أشبه ذلك، لأن الواو والياء إذا تحركتا وأنفتح ما قبلهما قلبتا ألفا على كل حال، إلا أنهم أرادوا أن يفرقوا بين المتثبت وغير المتثبت فالمتثبت، نحو: أخ وأب، لأنك إذا ذكرت كل واحد منهما دل على نفسه وعلى معنى آخر. ألا ترى أنك إذا ذكرت أباً دلك على أب، وإذا أخاً دلك على أخ أو أخت. إلا أن هذا المحذوف أتى على ضربين:
أحدها: لم يقع فيه عوض من المحذوف، نحو: أب وأخ.
والثاني: عوض فيه من المحذوف همزة، نحو: اسم وابن، وهذه الأسماء التي دخلتها همزة الوصل مضارعة للفعل؛ لأنها مفتقرة إلى غيرها، فصارت: بمنزلة الفعل المفتقر إلى فاعله، وأصل هذه الهمزة أن يكون في الأفعال فلما ضارعت هذه الأسماء الأفعال أسكنوا أوائلها، وأدخلوا فيها همزات الوصل.
وفي (اسم) خمس لغات. يقال: (اسم) بكسر الهمزة، و (اسم) بضمها في الابتداء و (سم) و (سم) و (سمى) بمنزلة هدى. هذه اللغة حكاها ابن الأعرابي.
فأما ما أنشد أبو زيد من قول الشاعر.