أن يبعث الفقيه ابن غاز صاحب سيف الدين ونشئ الدولة أبا الحسن العابد رسولين إلى عدن فوصلاني وسألاني التلطف في حالهما معه فقلت له على خلوة إن كان قصدك نفعهما ورفعهما فسيرهما فإنه لا تبقى تحفه، ولا طرفه، إلا خدما بها وإن كان قصدك ضد ذلك فاتركهما فتركهما وله معي من الإحسان ما هو أشهر من هذا وأكثر ولكني اتركه لكثرته وما مثلي ومثل غيري معه إلا مثل رجلٍ قتل أبوه فقتل خيراً من أبيه ثم قال كان أبي لي جيداً وإن كان رديئاً عندكم قد أتيت على نبيذة يسيرة من الفقر العصرية، فيما شاهدتُ من أحوال الوزراء المصرية، وأنا ذاكر في هذا المختصر نتفاً جرت لي مع أقارب الوزرا، وأكابر الأمرا، فما منهم إلا من كاثرته، وعاشرته، وبلوت سمينهم وغثهم، وقويهم ورثّهم، وانكشف المصقول من الصدى، والجيد من الردى، فمنهم مجد الإسلام ابن الصالح في حياة أبيه ذكرني له سعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015