الملك بختيار وعز الدين حسام وشكراً فعث خلفي ساعياً إلى هدف كان له في المقابر التي على باب النصر فدفع لي ثلاثين ديناراً من غير مدح ولا خدمة ثم واصلته فتضاعف بره وإيناسه حتى لم يكن يركب إلى متنزهاته من التاج والروضة والمختص وعين. شمي للصيد إلا وإنا معه ولم يزل لي مكرماً إلى أن خرج الملك الصالح إلى بلبيس خرجته الأولى وعمل فارس المسلمين بدر بن رزيك لأخيه الصالح ضيافةً مثله لمثله ثم خلع خلعاً كثيرة ووهب خيولاً وفرق مالاً على الجلساء فلما عدنا إلى القاهرة مرض فارس المسلمين وعوفي فدخلت أهنئه وليس معي شعر ولا بيني وبينه أنسه كثيرة لانقطاعي إلى رزيك فأمسكني عنده حتى خرج الناس ثم أفاض علي خلعاً سنيةً ودفع لي ذهباً وقال لا تنقطع عني فمدحته بقصيدة أذكر فيها ما فعل في بلبيس واشكره على الخلعة والبر منها: [كامل]

لم يبقِ نوعاً تقتضيه كرامةٌ ... حتى أتى منها بما لم يُعهدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015