وأعجب ما كنت أعجب له من أمرهم أنهم كانوا ينكرون علي رأيي في ترك ذلك الطعام ويمعنون في مساءلتي عنه وحجاجي فيه وحملي عليه, ويلحون في ذلك إلحاحا شديدا حتى ظننت أنهم قاتليّ من دونه1 كأنما يزعمون في ضوضائهم هذه أنهم إنما يأكلون لحم الحيوان باسم الشريعة الدينية لا باسم القرم والجعم2, أو أن الله تعالى أنزل عليهم قرآنا ألا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولا يقبل منهم صرفا ولا عدلا إلا إذا قدموا عليه ببطون بجر3 مكتظة بلحوم الحيوان تتقدم بين أيديهم في منصرفهم من الحساب لتفتح لهم أبواب الجنان، وكأنهم فرغوا من أداء ما افترض الله عليهم أن يؤدوه وترك ما أمرهم أن يتركوه, فلم يبق