ومنها (السلاق) قال البيروني في الآثار الباقية (ص308) : "وبعد الفطر (يريد الفصح) بأربعين يوماً عيد السلاق ويتفق أبداً يوم الخميس وفيه تسلق المسيح مصعداً إلى السماء من طور زيتاً وأمر التلاميذ بلزوم الغرفة التي كان افصح فيها ببيت المقدس إلى أن يبعث لهم الفارقليط وهو روح القدس" وأصل الكلمة من السريانية (كلمة سريانية) ومعناها الصعود وروى البكري (370) لشاعر إسلامي:

بحرمة الفصح وسلاَّقكم ... يا عاقد الزنَّار في الخصرِ

ومما ذكروا من أعياد النصارى (الهنزمن) وروى ثعلب الهنزمر، قالوا عيد للنصارى (المخصص 13: 102) ولم يزيدوا إيضاحاً، وقد وردت اللفظة في شعر الأعشى: إذا كان هتزمنٌ ورحتُ مخشما قال صاحب التاج (9: 368) : "الهنزمن الجماعة معرب هنجمن أو أنجمن عند الفرس ويطلق على مجلس الشرب أو لمجمع الناس مطلقاً أو ليعد من أعياد النصارى".

وقد دخلت اللفظة في السريانية (كلمة سريانية) ويراد بها الحفلة.

ونضيف إلى ما سبق لفظة (الشمعلة) قالوا هي قراءة النصارى واليهود في أعيادهم وذكروا عن الخليفة المتوكل أنه حرم على النصارى "أن يظهروا في شعانينهم صليباً وأن يشمعلوا في الطريق"، وقال جحظة يصف دير العذارى (ياقوت 2: 697) :

وقد نطق الناقوسُ بعد سكونهِ ... وشمعل قسيسٌ ولاح فتيلُ

وقال مدرك الشيباني (تزيين الأسواق ص330) :

بحقَ قومٌ حلقوا الرؤوسا ... وعالجوا طول الحياة بؤسا

وقرعوا في البيعة الناقوسا ... مشمعلين يعبدون عيسى

9 مفردات جاهلية لوصف ملابس النصارى

كان نصارى العرب يلبسون الثياب كغيرهم من أهل البادية لا يمتازون بها غالباً عن سواهم، غير أن في المعاجم وبعض الشعر الجاهلي مفردات وردت في وصفهم النصارى أو شرحوها بقولهم أنها ثياب النصارى، نذكر هنا ما عثرنا عليه منها في مطالعاتنا.

فمنها (الآخني) قال في التاج (9: 119) : الآخني الثوب المخطط وقال أو سعيد: الآخني اكسية لينة يلبسها النصارى، قال البعيث:

فكرَّ علينا ثمَّ ظلَّ يجرُّه ... كما جرَّ ثوبَ الآخنيّ المقدسُ

(يريد بالمقدس الراهب الذي رحل إلى زيارة القدس) ، وقال العجاج (67 ed. صلى الله عليه وسلمhlwardt, p) :

كأنَّهُ متوَّجٌ روميُّ ... عليهِ كتاَّنٌ وآخنيُّ

أو مقولٌ توجَ حميريُّ وقال أبو الخراش:

كأنَّ الملاءَ المحض خلفَ كراعهِ ... إذا ما تمطَّى الآخنيُّ المخدَّمُ

ومنها (الإضريج) كساء احمر من الخز ويقال أيضاً للخز الأصفر، وقيل بل هو كساء يتخذ من المرعزى من أجود صوفها، وقد ذكره النابغة في ديوانه (العقد الثمين ص4) حيث قال يصف أعياد النصارى الغسانيين:

رقاقُ النعال طيبٌ حجزاتهم ... يحيَّون بالرَّيحان يوم السباسبِ

تحّييهمُ بيضُ الولائد ببهم ... وأكسيهُ الإضريج فوق المشاجبِ

ومنها (الأرندج واليرندج) قال أبو عبيد في المخصص (4: 103) : "هو بالفارسية رنده قالوا هو ضرب من الأدم أسود" وجاء في اللسان (18: 304) والتاج (2: 50) أن اليرندج جلد أسود تعمل منه الخفاف يحتذون بها: وقد خصها الشماخ بالنصارى فقال يصف نعاماً في برية:

ودويةٍ قفرٍ تمشَّى نعامها ... كمشي النصارى في خفافٍ اليرندجِ

ومنها (الرَّيط) وهي الملاءة المنسوجة قطعة واحدة وقد ذكرها الراعي في وصف بطرك النصارى (التاج 7: 111) فقال يصف ثوراً وحشياً:

يعلو الظواهر فرداً لا أليفَ لهُ ... مشي البطرك عليهِ ريطُ كتَّانِ

ومنها (الزنار) قالوا هو ما على وسط النصارى، وقال في التهذيب: ما يلبسه الذمي يشده على وسطه، وقد اشتقوا منه فعلاً فقالوا زنره إذا ألبسه الزنار، وقد جاء الزنار في الشعر الجاهلي قال عدي بن زيد وكان معاوية يعجب به:

يا لرهطي أوقدوا نارا ... أنَّ الذي يهوون قد حارا

ربَّ نار بتُّ أرمقها ... تقضمُ الهنديَّ والغارا

ولها ظبيٌ يؤججها ... عاقدٌ في الخصرِ زنَّارا

ويروى:

عندها خلٌ يثورها ... عاقدٌ في الجيد تقصارا

التقصار القلادة: ومثله لابن الضحاك (البكري ص370) :

بحرمةِ الفصح وسلاَّقكم ... يا عاقد الزنَّار بالخصرِ

ومنها (الكتان) كما رأيت في شعر الراعي والعجَّاج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015