فتعاطت منصب الفقهاء، وتعلقت أطماع الجهال بها، فنالوها بفساد الزمان، وبنفوذ وعد الصادق في قوله: اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا. ونحن نعقد في ذلك عواصم، تكون (?) رشدا من الضلال، وسلما من الخبال، وتقيا (?) من (?) الخيال، بعون الله (?)، وذلك بين (?) في تعداد القواصم (?)، واتباعها في عواصمها.
فإن من عرف السبب أمكنه دفع (?) المسبب، بقطع سببه، وأما قطع المسبب مع بقاء (?) سببه (?) فعسير (?). وكان سبب ذلك أن الفتن لما (?) ضربت رواقها، وتقالت العباسية والأموية، وبعدت أقطار الإسلام، وتعذر ضبطها بالنظام، وانتشرت الرعية، نفذ (?) إلى هذه البلاد بعض الأموية، فألفى هاهنا عصبية فثاروا به، وأظهر الحق، وقال: أحمي السنة، فلا فقه إلا فقه أهل المدينة، ولا قراءة إلا قراءتهم. فألزموا (?) الناس العمل بمذهب مالك، والقراءة على رواية (?) نافع، ولم يمكنهم من النظر والتخيير في (?) مقتضى الأدلة، متى خرج ذلك عن رأي أهل المدينة، وذلك لما رأوه من تعظيم مالك لسلفهم، ولما أرادوه من صرف قلوب (?) الناس (?) إليهم، في تعلقهم بسيرة حرم رسول الله (?)، و (?) دار نبوته، ومقر سنته،