فصار التقليد دينهم، والاقتداء يقينهم (?)، فكلما جاء أحد من المشرق بعلم، دفعوا في صدره، وحقروا من أمره، إلا أن يستتر عندهم بالمالكية، ويجعل ما عنده من علوم (?) [و 129 أ] على رسم التبعية، منهم بقي بن مخلد (?)، رحل فلقي علماء الأمة، وسادة (?) العلم، ورفعاء (?) الملة، كأحمد بن حنبل وأكرم، فارتبط، وظفر فاغتبط (?)، وجاء (?) بعلم عظيم، ودين قويم، ولم يكن له أن يرتبط بمذهب أحد، وقد كان رقي من (?) العلم يفاعه، مع تفنن في العلوم، [ ... ]. وجاء ابن وضاح (?) بمثله. فأما بقي بن مخلد (?) فكان مهجورا حتى مات. وأما ابن وضاح فلقي سحنون (?)، وتشرف بأصحاب مالك، وتتلمذ ليحيى بن يحيى (?)، وأعان الطالب لبقي، شهادة (?) فكأنه رقي المنازل، وطار في الدولة بجناح، وبقيت الحال هكذا، فماتت العلوم إلا عند آحاد حبي بشيء (?) من (?) الحديث، واستمر القرون على موت العلم وظهور (?) الجهل، فكل من تخصص لم يقدر على أكثر من أن يتعلق ببدعة الظاهر، فيقول: اتبع الرسول. فكان هذا عونا على الباطل، وذلك بقدر الله وقضائه.
ثم حدثت حوادث لم يلقوها (?) في منصوص المالكية فنظروا فيها بغير