ثم في شوّال أخلع على الأمير إشقتمر «1» الماردينى أمير مجلس بنيابة طرابلس واستقر طغيتمر النظامى عوضه أمير مجلس، واستقر الأمير اسنبغا الأبوبكريّ حاجب الحجّاب عوضا عن طغيتمر النظامى. ثم أخلع على الأمير عزّ الدين أيدمر الشيخى بنيابة حماة. ثم استقرّ الأمير منكلى بغا الشمسى فى نيابة حلب عوضا عن قطلوبغا الأحمدى بحكم وفاته. ثم أمسك الأمير شرف الدين موسى بن الأزكشى الأستادار ونفى الى حماة واستقرّ عوضه في الأستادارية أروس المحمودى.
ثم تزوّج الأمير الكبير يلبغا بطولوبيه «2» زوجة أستاذه الملك الناصر حسن.
وفي هذه السنة بويع المتوكّل على الله أبو عبد الله محمد بالخلافة بعد وفاة أبيه المعتضد بالله أبى بكر بعهد من أبيه في يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
ثم أشيع في هذه السنة عن السلطان الملك المنصور محمد أمور شنعة نفّرت قلوب الأمراء منه واتّفقوا على خلعه من السلطنة، فخلع في يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة وتسلطن بعده ابن عمه الملك الأشرف شعبان بن حسين، وحسين المذكور لم يتسلطن غير أنه كان لقّب بالأمجد من غير سلطنة، وأخذوا الملك المنصور محمدا وحبسوه داخل الدور السلطانية بقلعة الجبل. وكانت مدّة سلطنته سنتين وثلاثة أشهر وستة «3» أيام، وليس له فيها من السلطنة إلا مجرّد الاسم فقط.
والأتابك يلبغا هو المتصرف في سائر أمور المملكة.