السلطان الملك المنصور إلى السفر وأنفق فى الأمراء والعساكر وخرج السلطان ويلبغا بالعساكر المصرية إلى الرّيدانية «1» فى أواخر شعبان.

ثم رحّل الأمير يلبغا جاليش العسكر في يوم الاثنين مستهلّ شهر رمضان ورحّل السلطان الملك المنصور في يوم الثلاثاء الثانى منه ببقية العساكر وساروا حتى وصلوا دمشق في السابع والعشرين من شهر رمضان المذكور، فتحصّن الأمراء المذكورون بمن معهم في قلعة دمشق، فلم يقاتلهم يلبغا وسيّر إليهم في الصلح وتردّدت الرسل إليهم، وكان الرسل قضاة الشام، حتى حلف لهم يلبغا أنه لا يؤذيهم وأمّنهم فنزلوا حينئذ إليه، فحال وقع بصره عليهم أمر بهم فقبضوا وقيّدوا وحملهم «2» إلى الإسكندرية الى الاعتقال بها وخلع يلبغا على أمير علىّ الماردينى بنيابة دمشق على عادته أوّلا، وهذه ولاية أمير علىّ الثالثة على دمشق وتولّى الأمير قطلوبغا الأحمدى رأس نوبة نيابة جلب عوضا عن الأمير شهاب الدين أحمد بن القشتمرى.

وأقام السلطان ويلبغا مدّة أيام، ومهّد يلبغا أمور البلاد الشامية حتى استوثق له الأمر. ثم عاد إلى جهة الديار المصرية وصحبته الملك المنصور والعساكر حتى وصل إليها في ذى القعدة من سنة اثنتين وستين وسبعمائة. وصار الأمر جميعه ليلبغا وأخذ يلبغا في عزل من اختار عزله وتولية من اختاره، فأخلع على الطواشى سابق الدين مثقال الآنوكى زمام الدار واستقرّ في تقدمة المماليك السلطانية عوضا عن الطواشى شرف الدين مخلص الموفّقى.

ثم في شهر رجب استقرّ الأمير طغيتمر النّظامى حاجب الحجاب بالديار المصرية، وكانت شاغرة منذ ولّى ألجاى اليوسفى الأمير جاندار، ثم في شعبان استقرّ الأمير قطلقتمر العلائى الجاشنكير أمير مائة ومقدّم ألف بديار مصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015