وسبب خلعه- والذي أشيع عنه- أنه بلغ الأتابك يلبغا أنه كان يدخل بين نساء الأمراء ويمزح معهن، وأنه كان يعمل مكاريّا للجوارى ويركبهنّ ويجرى هو وراء الحمار بالحوش السلطانى وأنه كان يأخذ زنبيلا فيه كعك ويدخل بين النساء ويبيع ذلك الكعك عليهن على سبيل المماجنة. وأنه يفسق في حريم الناس ويخلّ بالصلوات وأنه يجلس على كرسى الملك جنبا وأشياء غير ذلك، فاتّفق الأمراء عند ذلك على خلعه فخلعوه وهم يلبغا العمرى الخاصّكى وطيبغا الطويل وأرغون الإسعردى وأرغون الأشرفى وطيبغا العلائى وألجاى اليوسفى وأروس المحمودى وطيدمر البالسى وقطلوبغا المنصورى وغيرهم من المقدّمين والطبلخانات والعشروات.
واستمر الملك المنصور محبوسا بالدور السلطانية من القلعه إلى أن مات بها فى ليلة السبت تاسع المحرّم من سنة إحدى وثمانمائة. وزوّج الملك الظاهر برقوق الوالد «1» بابنته خوند فاطمة في حياة والدها الملك المنصور المذكور واستولدها الوالد عدّة أولاد وماتت تحته في سنة أربع وثمانمائة، ولما مات الملك المنصور صلّى عليه الملك الظاهر برقوق بالحوش «2» السلطانى من القلعة ودفن بتربة «3» جدّته أمّ أبيه بالروضة «4» خارج