السلطان ولقّبه السلطان بالملك المؤيّد وسافر من يومه بعد ما جهّزه السلطان بسائر ما يحتاج إليه. ثم أفرج السلطان عن جماعة من الأمراء المحبوسين، وعدّتهم ازيد من عشرة نفر. ثم ندب السلطان الأمير بيبرس الأحمدى الحاجب وطائفة من الأجناد إلى مكة ليقيم بها بدل الأمير آق سنقر شادّ العمائر خوفا من هجوم الشريف حميضة على مكّة.
وفى هذه السنة أبطل السلطان مكس الملح بالقاهرة وأعمالها فأبيع الإردبّ الملح بثلاثة دراهم بعد ما كان بعشرة دراهم. ثمّ أذن السلطان للأمير أرغون النائب فى الحجّ فحجّ، وعاد فى سنة إحدى وعشرين بعد أن مشى من مكّة إلى عرفات على قدميه تواضعا. ثم أخرج السلطان الأمير شرف الدين حسين «1» بن جندر إلى الشام على إقطاع الأمير جوبان، ونقل جوبان على إمرة بديار مصر. وسبب نفى الأمير حسين أنّه لمّا أنشأ جامعه المعروف بجامع «2» أمير حسين بجوار داره «3» على الخليج