أيضا فى هذه السنة بدمشق ثلاثة جوامع: جامع الأمير تنكز «1» المشهور به، وجامع كريم «2» الدين، وجامع شمس الدين «3» غبريال. ثم حجّ فى هذه السنة أمير الحاج الأمير مغلطاى الجمالىّ، وقبض بمكة على الشريف «4» رميثة، وفرّ حميضة «5» وقدم مغلطاى المذكور برميثة مقيّدا إلى القاهرة.

وفى سنة تسع عشرة وسبعمائة استجدّ السلطان القيام فوق الكرسىّ للأمير جمال الدين آقوش الأشرفىّ نائب الكرك الذي أفرج عنه السلطان فى السنة الماضية، وكذلك للأمير بكتمر البوبكرىّ «6» السّلاح دار، فكانا إذا دخلا عليه قام لهما، وكان آقوش نائب الكرك يتقدّم على البوبكرى عند تقبيل يد السلطان، فعتب الأمراء على البوبكرى فى ذلك، فسأل البوبكرىّ السلطان عن تقديم نائب الكرك عليه، فقال:

لأنه أكبر منك فى المنزلة، فاستغرب الأمراء ذلك وكشفوا عنه، فوجدوا نائب الكرك تأمّر فى أيام الملك المنصور قلاوون [إمرة «7» ] عشرة، وجعله أستادار ابنه الأشرف خليل فى سنة خمس وثمانين وستمائة، ووجدوا البوبكرىّ تأمّر فى سنة تسعين وستمائة فسكتوا الأمراء عند ذلك، وعلموا أنّ السلطان يسير على القواعد القديمة وأنه أعرف منهم بمنازل الأمراء وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015