ثمّ بعد مجىء السلطان وصل إلى القاهرة الأمير علاء الدين مغلطاى الجمالى، والأمير بهادر آص، والأمير بيبرس الدّوادار، وهؤلاء الذين أفرج عنهم من حبس الكرك، وخلع السلطان عليهم وأنعم على بهادر بإمرة فى دمشق، ولزم بيبرس داره، ثم أنعم عليه بإمرة وتقدمة ألف على عادته أوّلا.
ثم عزل السلطان الأمير بكتمر الحسامىّ الحاجب عن نيابة صفد فى أوّل سنة ثمانى عشرة وسبعمائة وقدم القاهرة وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بديار مصر.
وفى هذه السنة تجهّز السلطان لركوب الميدان «1» ، وفرّق الخيل على جميع الأمراء، واستجدّ ركوب الأوجاقية بكوافى زركش على صفة الطاسات وهم الجفتاوات «2» . وفيها ابتدأ السلطان بهدم المطبخ وهدم الحوائج خاناه والطشتخاناه وجامع القلعة القديم، وأخلط الجميع وبناه الجامع «3» الناصرى الذي هو بالقلعة الآن فجاء من أحسن المبانى. وتجدّد