قبل درهم السلطان؛ فأبطل الملك الناصر ذلك أيضا، وكان يتحصل منه جملة كثيرة وعليها جند مستقطعة.
وأبطل السلطان الملك الناصر أيضا رسوم الولايات والمقدّمين والنّوّاب والشّرطية، وهى أنها كانت تجبى من عرفاء الأسواق وبيوت الفواحش، وكان عليها أيضا جند مستقطعة وأمراء، وكان فيها من الظلم والعسف وهتك الحرم وهجم البيوت وإظهار الفواحش ما لا يوصف، فأبطل ذلك كلّه- سامحه الله تعالى وعفا عنه-.
وأبطل ما كان مقرّرا للحوائص والبغال، وكان يجبى من المدينة ومن الوجهين:
القبلىّ والبحرىّ، ويحمل فى كلّ قسط من أقساط السنة إلى بيت المال عن ثمن الحياصة ثلثمائة درهم، وعن ثمن البغل خمسمائة درهم، وكان على هذه الجهة أيضا عدّة مقطعين، سوى ما كان يحمل إلى الخزانة، فكان فيها من الظلم بلاء عظيم؛ فأبطل الملك الناصر ذلك كلّه، رحمه الله.
وأبطل أيضا ما كان مقرّرا على السجون، وهو على كلّ من سجن ولو لحظة واحدة مائة «1» درهم سوى ما يغرمه. وكان أيضا على هذه الجهة عدّة مقطعين، ولها ضامن يجبى ذلك من سائر السجون؛ فأبطل ذلك كلّه، رحمه الله.
وأبطل ما كان مقرّرا من طرح الفراريح «2» ، وكان لها ضمّان فى سائر الأقاليم، كانت تطرح على الناس بالنواحى الفراريح؛ وكان فيها أيضا من الظّلم والعسف وأخذ