السّويس «1» ، وأنّ كريم الدين يحضر بالخزانة والحواصل التى أخذها، فلم يعجب السلطان ذلك، وعزم على إخراج تجريدة إلى غزّة ليردّوه، وأطلع على ذلك بكتمر الجوكندار النائب وقراسنقر نائب دمشق «2» والحاج بهادر وأسندمر نائب طرابلس.

فلمّا كان يوم الخميس الذي قبض فيه الملك الناصر على الأمراء- على ما سيأتى ذكره مفصّلا فى أوّل ترجمة الملك الناصر الثالثة إن شاء الله تعالى- جلس بعض المماليك الأشرفيّة خارج القلعة، فلمّا خرج الأمراء من الخدمة قال: وأىّ ذنب لهؤلاء الأمراء الذين قبض عليهم! وهذا الذي قتل أستاذنا الملك الأشرف، ودمه الآن على سيفه، قد صار اليوم حاكم المملكة (يعنى عن قراسنقر) ، فقيل هذا لقراسنقر، فخاف على نفسه وأخذ فى عمل الخلاص من مصر، فالتزم للسلطان أنّه يتوجّه ويحصّل الملك المظفّر بيبرس هو والحاج بهادر نائب طرابلس من غير إخراج تجريدة فإن فى بعث الأمراء لذلك شساعة، فمشى ذلك على السلطان ورسم بسفرهما، فخرج قراسنقر ومعه سائر النوّاب إلى ممالكهم، وعوّق السلطان عنده أسندمر كرجى وقد استقرّ به فى نيابة حماة، وسار البقية. ثم جهّز السلطان أسندمر كرجى لإحضار المظفّر مقيّدا. واتّفق دخول قراسنقر والأمراء إلى غزّة قبل وصول المظفّر إليها؛ فلمّا بلغهم قربه ركب قراسنقر وسائر النوّاب والأمراء ولقوه شرقىّ غزّة وقد بقى معه عدّة من مماليكه وقد تأهّبوا للحرب، فلبس الأمراء السلاح ليقاتلوهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015