بالاحتراس على السلطان خوفا من نزوله من باب السّرّ «1» ، وألبسوا عدّة مماليك وأوقفوهم مع الأمير سيف الدين سمك «2» أخى سلّار على باب الإسطبل «3» . فلمّا كان نصف الليل وقع بداخل الإسطبل حسّ وحركة من قيام المماليك السلطانية ولبسهم السلاح لينزلوا بالسلطان على حميّة من الإسطبل وتوقّعوا الحرب، فمنعهم السلطان من ذلك، وأراد الأمير سمك إقامة الحرمة فرمى بالنّشّاب ودقّ الطّبل فوقع سهم من النّشّاب بالرّفرف السّلطانىّ، واستمرّ الحال على ذلك إلى أذان العصر من الغد، فبعث السلطان إلى الأمراء يقول: ما سبب هذا الركوب على باب إسطبلى؟ إن كان غرضكم فى الملك فما أنا متطلّع إليه، فخذوه وابعثونى أىّ. وضع أردتم! فردّوا إليه الجواب مع الأمير بيبرس الدّوادار والأمير عزّ الدين أيبك الخازندار والأمير برلغى الأشرفى بأنّ السبب هو من عند السلطان ومن المماليك الذين يحرّضونه على الأمراء، فأنكر أن يكون أحد من مماليكه ذكر له شيئا عن الأمراء؛ وفى عود الجواب من عند السلطان وقعت صيحة بالقلعة سببها أنّ العامة كان جمعهم قد كثر، وكان عادتهم أنّهم لا يريدون أن بلى الملك أحد من المماليك، بل إن كان ولا بدّ يكون الذي بلى الملك من بنى قلاوون. وكانوا مع ذلك شديدى المحبّة للملك الناصر محمد بن قلاوون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015