بما لا يطابق الواقع كقوله فى البرهان بن خضر: تفقه بابن حجر. أو شرحه لبعض الألقاب بما لا أصل له حيث قال فى ابن حجر: نسبة الى آل حجر يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الخربة وأرضهم قابس. أو لحنه الواضح وما أشبهه كأزوجه فى زوّجه، والحياة فى الحيا، والمجاز فى المزاح، وأجعزه فى أزعجه، والكيابة فى الكآبة، والحطيط فى الحضيض، ومنتضمة فى منتظمة، وظنين فى ضنين.

بل ويذكر فى الحوادث ما لم يتفق كأنه كان يكتب بمجرّد السماع كقوله فى الشهاب ابن عربشاه- مع زعمه أنه من شيوخه-: إنه استقر فى قضاء الحنفية بحماة فى صفر سنة أربع وخمسين عوضا عن ابن الصوّاف، وإن ابن الصوّاف قدم فى العشر الثانى من الشهر الذي يليه فأعيد فى أواخر جمادى الآخرة، وهذا لم يتفق كما أخبرنى به الجمالى بن السابق الحموى، وكفى به عمدة سيما فى أخبار بلده.

وكقوله عن جانم: إنه لما أمر برجوعه من الخانقاه الى الشام توجه كاتب السر ابن الشّحنة لتحليفه فى يوم الثلاثاء ثامن عشر رمضان سنة خمس وستين، فإن هذا كما قال ابن الشحنة المشار إليه لم يقع. وكقوله: إن صلاح الدين بن الكويز استقرّ فى وكالة بيت المال عوضا عن الشرف الأنصارى فى رجب سنة ثلاث وستين، وفى ظنى أن المستقرّ حينئذ فيها إنما هو الزين بن مزهر. ويذكر فى الوفيات تعيين محالّ دفن المترجمين فيغلط: كقوله فى نصر الله الرويانى: إنه دفن بزاويته، الى غير ذلك من تراجمه التى يقلد فيها بعض المتعصبين كما تقدّم. أو يسلك فيها الهوى، كترجمته لمنصور بن صفىّ وجانبك الجداوى، بل سمعت غير واحد من أعيان الترك ونقادهم العارفين بالحوادث والذوات يصفونه بمزيد الخلل فى ذلك. وحينئذ فما بقى ركون لشىء مما يبديه، وعلى كل حال فقد كان لهم به جمال. وقد اجتمعت به مرارا وكان يبالغ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015