وفيها الوهم الكثير والخلط الغزير مما يعرفه النقاد، والكثير من ذلك ظاهر لكل. ومنه السّقط فى الأنساب كتسمية الحجار أحمد بن نعمة مع كون نعمة جدّه الأعلى. وكحذفه ما يتكرر من الأسماء فى النسب أو الزيادة فيه بأن يكون فى النسب ثلاثة محمدين فيجعلهم أربعة، أو أربعة فيجعلهم خمسة. والقلب كأن يكون المترجم طالبا لواحد فيجعله شيخا له. والتصحيف والتحريف كالغرافى بالفاء والغين المعجمة يجعله مرة بالقاف، ومرة بالعين والقاف مخففا، وكالحسامية بالخسابية، وتسعين بسبعين وعكسه، وابن سكّر حيث ضبطه بالشين المعجمة، وفريد الدين بمؤيد الدين. والتغيير كسليمان من سلمان وعكسه، وعبد الله من أبى عبد الله، وسعد من سعد الله، وثبا «1» حيث جعله عليا، وعبد الغفار صاحب الحاوى حيث جعله عبد الوهاب، وابن أبى جمرة الولى الشهير حيث جعله محمدا، وصلاح الدين خليل بن السابق أحد رؤساء الشام سماه محمدا، وعبد الرحمن البوتيجى الشهير جعله أبا بكر، وأحمد بن على القلقشندى صاحب صبح الأعشى سمى والده عبد الله.

والتكرير فيكتب الرجل فى موضعين مرة فى إبراهيم ومرة فى أحمد، وربما تنبه لذلك فيجوّز كونه أخا ثانيا. وإشهار المترجم بما لا يكون به مشهورا حيث يروم التشبه بابن خلكان أو الصفدى فيما يكتبانه بهامش أوّل الترجمة لسهولة الكشف عنه ككتابته مقابل ترجمة أحمد بن محمد بن عبد المعطى جدّ قاضى المالكية بمكة المحيوى عبد القادر ما نصه: ابن طراد النحوى الحجازى. أو وصفه بما لم يتصف به كالصلاح بن أبى عمر حيث وصفه بالحافظ، والجمال الحنبلى بالعلامة، وناصر الدين ابن المخلّطة بقوله: إنه لم يخلف بعده مثله ضخامة وعلما ومعرفة ودينا وعفة. وتعبيره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015