"إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا الله، لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرًا شبه الناس".

ثم جاء إنجيل يوحنا الذي كتب بعد رفع المسيح بمدة تتراوح بين 70-90 عامًا ليكرس فكرة الخلط بين الله والمسيح وتجسيد الله ويقول: "في البدء كان الكمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله".

هذه هي المشكلة العقائدية التي تمنع كل وحدة، والحل الوحيد هو الالتزام بما تذكره الأناجيل من ألقاب وأسماء للمسيح قبلها بل ودعا إلى التمسك بها. لقد أجمعت الأناجيل على أن المسيح هو: ابن الإنسان -ابن داود- رسول الله -نبي- سيد -ومعلم ...

ويكفي التذكرة بما قاله المسيح لتلاميذه: "أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا، وحسنا تقولون لأني أنا كذلك".

لقد بين البحث العلمي الذي قام به سبعة من علماء المسيحية المعاصرين أن الحديث عن تجسد الله إنما يعني خرافة.. ولقد جاء ذلك في كتاب جمع بحوثهم ونشر في لندن عام 1977 تحت عنوان "أسطورة تجسد الإله"1.

تقول مقدمة الطبعة الخامسة لهذا الكتاب -والتي صدرت عام 1978 -عن تطور المسيحية الغربية في مواجهة معارف الإنسان الحديثة منذ القرن التاسع عشر: "إنها قبلت التسليم بأن أسفار الكتاب المقدس كتبها مجموعة من البشر في ظروف متنوعة ولا يمكن الموافقة على اعتبار ألفاظها تنزيلا إلهيًا.

إن المعارف الإنسانية تستمر في النمو بمعدل متزايد، كما أن الضعط على المسيحية يقوى أبدًا مما يجعلها تكيف نفسها لتصير شيئًا يمكن الإيمان به، إيمان أهل الفكر الواعي والإخلاص أولئك الذين جذبتهم إليها بعمق شخصية يسوع وما تلقيه من أضواء على معنى حياة الإنسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015