إن المشتركين في هذا الكتاب مقتنعون أن تطورًا لاهوتيا آخر لا بد منه في هذا الجزء الأخير من القرن العشرين. وتنبع الحاجة إليه من تطور معرفتنا بمصادر المسيحية، ويتضمن ذلك اعترافًا أن يسوع كان -كما يقدمه لنا سفر أعمال الرسل "2: 21"1 -رجل قد تبرهن من قبل الله، لأداء دور معين خلال هدف إلهي، وأن التصور الذي لحق به أخيرًا باعتباره الإله المتجسد، والأقنوم الثاني من الثالثوث المقدس الذي عاش حياة البشر، إن كل ذلك إلا أسلوب أسطوري أو شاعري للتعبير عما يعنيه بالنسبة لنا.
إن هذا الاعتراف أصبح لازمًا لصالح الحقيقة ...
ولنقلها الآن: إن ما نأمل فيه هو تنقية الحديث عن الله وعن يسوع من الخلط والتشويش، وبذلك يتحرر الناس لخدمة الله في طريق المسيحية باستقامة وكمال".
حقًا إن تحقيق الوحدة بين المؤمنين بالله والمؤمنين بالمسيح ليس له من سبيل سوى الكف عن الخلط بين الله والمسيح، ثم تقديس الله بما يتفق وجلاله، ثم الإيمان بأن المسيح "رجل قد تبرهن من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده" وأنه كان فقط "إنسانًا نبيًّا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب" "لوقا: 24: 19".
ولا مجال -إذن- للحديث عن المسيح بأكثر من هذا الذي تقوله أسفار العهد الجديد.