وما كان الله لينذر إنسانًا يدعي أنه رسول الله، كذبًا وافتراء على الله، دون أن يعالجه بالموت. فلقد وصل ذلك الدعي في ظلمه إلى مداه. وفي هذا يقول القرآن العظيم:

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 144] .

وكان حديث الله إلى الكافرين بنبوة محمد من مشركي العرب، ومن على شاكلتهم حتى الآن، أن يعلموا قضاء الله حقًا وعدلًا في كل مفتر كذاب. وهو أن يعاجله بالموت عقابًا له. فقال -وقوله الحق- في بعض أوائل آيات القرآن نزولًا: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 44-47] .

نعم ...

إن بقاء محمد بن عبد الله يدعو إلى الله بصفته رسولًا منه إلى الناس بإذنه، لمدة تزيد على اثنين وعشرين عامًا، تعرض فيها لمختلف المخاطر والأهوال وخرج منها جميعًا سالمًا وقد اكتملت رسالته وأتم الله دينه، ثم انتهت حياته بميتة طبيعية بين أهله وصحابته والمسلمين، إن في ذلك لبرهانا من أقوى البراهين على صدق ما جاء به، وآية بينة لأهل الكتاب -من اليهود والنصارى- الذين لا بد وأن يعوا ما تقول كتبهم في النبوة والأنبياء.

{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] .

المشكلة والحل:

لقد عرضنا آنفًا بعضًا مما قاله علماء المسيحية ومفكريها الدينيين في مؤتمر قرطبة عام 1977، وكيف دعوا إلى قيام وحدة بين الإسلام والمسيحية للدفاع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015