أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن الطالب العلوي نسبة إلى قبيلة إدوعلي من إقليم شنجيط، الأديب الكبير الشاعر البليغ لسان قومه المعرب عن مغربيتهم وعربيتهم العريقتين. وصفه في كتاب الوسيط فقال: «العالم النحرير المقدم على أهل قصره من غير نكير، كل عن مداه كل جواد، يعترف بذلك الحاضر والباد، وانتشر صيته في تلك الصحارى والأقطار حتى صار كالشمس في رابعة النهار» طلب العلم حتى تضلع منه، وكانت له مشاركة في علم الفقه والمنطق والرياضيات، فضلاً عن علوم العربية والأدب وطمحت نفسه إلى الاتصال بالأعتاب السلطانية، وكان ذلك في إقبال الدولة العلوية؛ فاتصل بالسلطان مولاي إسمعيل فحظي عنده، وكان ذلك في وقت نبوغ المولى محمد ابن مولاي إسمعيل المعروف بالعالم الذي اشتهر علمه وفضله، فكان من خاصته، وكان يكرمه إكراماً بالغاً، فكان يفد عليه ثم يرجع إلى بلاده. وكلما تذكر تلك الشمائل العالية والأيادي الحاتمية تتصاغر عنده الصحراء وأهلها فيرجع إلى الحضرة السلطانية ويبقى في كنف الأمير ورعايته إلى ما شاء الله، حتى حصل منه ما هو معلوم من الخروج على والده فانقطع عنه. وله فيه وفي السلطان مولاي إسمعيل قصائد طنانة، ويكفي أن نقول أن نفسه في شعره نفس شنجيطي؛ فإن تفوق أهل شنجيط في علوم العربية والنبوغ الذي ظهر منهم في هذا العصر وخاصة في نظم الشعر العربي المتين مما لا خفاء به على أحد. وكان المترجم حياً في صدر القرن الثاني عشر.
أبو عبدالله محمد بن الطيب الشريف العلمي اليونسي، ولد ونشأ بفاس ودرس على أعلامها، وتخرج في الأدب بابن زاكور، وهو من أكبر أدباء العصر،