هو أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن زاكور الفاسي الأديب المتفنن الرحالة شيخ الأدباء في عصره صاحب اليراع المرهف، والفكر المثقف، المحرر الذي برز على أقرانه وفاق أهل زمانه بكثرة اطلاعه وشدة اضطلاعه بالفنون الأدبية، والعلوم العربية وغيرها، فكان كاتباً بليغاً، وشاعراً مبدعاً ومؤلفاً مجوداً من أكبر مؤلفي الآداب من المغاربة. قال عنه في الأنيس المطرب.
«وحيد البلاغة، وفريد الصياغة، الذي أرسخ في أرض الفصاحة أقدامه، وأكثر وثوبه على حل المقفلات وإقدامه، فتصرف في الإنشاء، وعطف إنشاءه على الإخبار، وإخباره على الإنشاء، وقارع الرجال، في ميادين الارتجال، وثار في معترك الجدال ما شاء وجال، فهو الذي باسمه في الأوان هتف، وهو الذي يعرف في كل العلوم من أين تو كل الكتف» الخ.
أخذ بفاس عن جماعة منهم العلامة أحمد بن الحاج الكبير، وعبد السلام القادري، وأبي علي اليوسي، ورحل فأخذ بتطوان عن علامتها الشيخ علي بركة، وبالجزائر عن مفتيها محمد بن سعيد قدورة وغيره.
وله مؤلفات مرصعات مفوقات جزلة العبارة لا يشق فيها أحد غباره، منها عنوان النفاسة في شرح ديوان الحماسة في ثلاثة أسفار، ومقباس الفوائد في شرح ما خفي من القلائد، قلائد الفتح ابن خاقان وتفريج الكرب بشرح لامية العرب، وديوانه الذي أسماه الروض الأريض في بديع التوشيح، ومنتقى القريض وقد عملنا منه منتخباً ونشر منذ زمان. وغير ذلك، وكانت وفاته بفاس سنة 1120.