تخلج في صدرك، وما تخلج أي: ما شككت فيه. قال: وكذلك قال الأصمعي، ومعناه بالخاء المعجمة: لا يتحركن الشك في قلبك.

قلت: والذي نجده في كلام العرب - إذا استعملوه في معنى الشك - هو التخالج. تقول: تخالج في صدري منه شيء أي: شككت، ويستعملون التخلج في المفلوج إذا استدار في مشيته، ورواه بعضهم (لا يحيكن في صدرك شيء) والحيك: تأثير الشيء في النفس، وقوله: (ضارعت) المضارعة: المقاربة في الشبه. يقال: هذا ضرع هذا، أي: قريب منه في الشبه. ولعله أخذ من الضرع لمشابهة الأخلاف بعضها بعضا، وقد ذكر بعض أهل العلم بالحديث أن في طرق هذا الحديث (أنه سأله عن طعام النصارى) ثم قال: فعلى هذا، كأنه أراد: لا يكونن في قلبك شك. إن ما شاركت وشابهت فيه النصارى خبيث أو حرام.

قلت: ولست أدري ما وجه هذا الكلام، فإنا نشارك النصارى في ذبائحهم ونشابههم في بعض أمور الملة، وإنما المعنى: أن تشك في الطعام الذي لم يحرمه الشرع، وتحرجك عما لم ينه عنه شيء ضارعت فيه النصرانية. يريد أن مثل هذا التشكيك والتحرج من دأب النصارى وصنيعهم، والرجل الذي سأله عن ذلك هو عدي بن حاتم الطائي، وكان قبل الإسلام على النصرانية. وقال الحافظ أبو موسى: إن روى بالصاد المهملة فالمعنى خاصمت ونازعت، والظاهر أنه قال قوله هذا على الاحتمال؛ إذ لو كان وجد فيه رواية لذكرها.

[3014] ومنه قول العرباص بن سارية - رضي الله عنه - في حديثه (وعن الخليسة) قيل: هو ما يؤخذ عن السبع فيدركه الموت قبل الذكية، سميت بذلك لاختلاس السبع إياها.

[3015] ومنه [124/ب] حديث ابن عباس - رضي الله عنه - (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شريطة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015