أي: رده إليه، وجعله فيئا له، وضع قوله: (مما لو يوجف المسلمون عليه) موضع الفيء؛ لأن ما أوجف المسلمون [عليه] فهو غنيمة، وما لم يوجفوا عليه فهو من الفيء. أي: سلطه الله عليه من غير قتال منهم ولا غلبة، ولم يكن كالغنيمة التي يقاتل عليها وتؤخذ عنوة وقهرا. والإيجاف: من الوجيف، وهو السير السريع. وقد أشرنا إلى قصة بني النضير [122/ب] في غير موضع.
ومنه: (فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة) أراد بالخاصة أنها خصت به خاصة لم تكن لأحد بعده من الأئمة أن يتصرفوا فيها تصرفه، بل عليهم أن يضعوها في فقراء المهاجرين والأنصار، وفي الذين اتبعوهم بإحسان، وفيما يجري مجرى ذلك من المصالح. وقد تبين لنا هذا المعنى من الأحاديث التي نقلت عن عمر - رضي الله عنه - في حكم أمال بني النضير وفدك وخيبر مما أفاء الله على رسوله، وجعله صفايا له.
وفيه: (ويجعل ما بقى في السلاح والكرع) الكراع: اسم [لجميع] الخيل.
(ومن الحسان)
[2992] حديث مالك بن أوس بن الحدثان - رضي الله عنه - (قال: ذكر عمر بن الخطاب يوما الفيء، فقال: ما أنا بأحق بهذا الفيء منكم) الحديث. كان من مذهب عمر أن الفيء لا يخمس كما