ومن باب الكسب وطلب الحلال
(من الصحاح)
[1942]: حديث أبى هريرة- رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .... الحديث):
الطيب في الأصل: خلاف الخبيث، وإذا وصف به العبد فهو المتعري عن الجهل والفسق المتحلي بالعلم والصلاح، وقد يوسف به الرب تعالى على أنه هو المتنزه عن رذائل الصفات، قبائح الأفعال.
والطيب من الرزق: ما لا تستوم عاقبته، وكان متناولا بحكم الشرع.
ومعني الحديث: لا يقبل الله إلا الشيء الطيب، ولا يحل أن يتقرب بغير ذلك إليه؛ إذ ليس من صفته قبول الشيء الخبيث والرضا بالمنكر.
وفيه: (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر):
أراد بـ (الرجل): الحاج الذي أثر به السفر، وأخذ منه الجهد والبلاء، وأصابه الشعث، وعلاه الغبرة، فطفق يدعو الله على هذه الحالة، وعنده أنها من مظان الإجابة؛ فلا يستجاب له، ولا يعبأ ببؤسه وشقائه؛ لأنه متلبس بالحرا، صارف النفقة من غير حلها.