وأرى امتناعه أن يجئ بالكلمة الثانية على وزان الأولى- أعني الأفراخ والفراخ- لوجهين: أحدهما: اختيار الأبلغ من الكلام في تكرار الكلمة الثانية على غيرة وتيرة الأولى. والآخر: أن الأفراخ الأفراخ جمع قلة، والفراخ جمع كثرة، والطير لما كانت مختلفة الأحوال في البيض والإفراخ على حسب نوعها وقليل من المصيدة منها ما تزيد على الفرخين، والنادر منها ما يبلغ إلى السبعة سوى طيور الماء؛ أضاف [الأم] إلى جمع القلة لتعم الأنواع كلها، وذكر أفراخها بلفظ الجمع الذي هو [الفراخ] ليدل على كثرتها. فإن قيل: الفراخ وإن كانت من جموع الكثرة فإنها خالية عن علامة الجمع، وبناؤها على صورة الواحد كالكتاب والحجاب، وما كان من الجموع على هذه الصيغة ساغ فيها توهم الواحد. كقول الشاعر:

مثل الفراخ [نبتت] حواصله

فما الدلالة فيها على الكثرة؛ وقد جوز فيها توهم الواحد؟ قلنا: لا خلاف في كون الفراخ جمع كثرة، والقول في البيت مبني على الشذوذ، ثم إن اضمائر المتعاقبة في الحديث [تأبى] إلا الكثرة، [كقول الرجل: (فأخذتهم فوضعتهم]: فجاءت أمهن)، وقوله: (وأمهن معهن): مرفوع بالابتداء (3/ أجـ 2) والواو فيه واو الحال، وعامر الرام يقال له: أخو الخضر، والخضر قبيلة من قيس غيلان، ويقال له أيضاً: عامر الرامي بإثبات الياء.

ومن باب [....]

(من الصحاح)

[1641] حديث عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إنى أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر) الكسل: التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه، ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير، مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذوراً، بخلاف العاجز فإنه معذور لعدم القوة، وفقدان الاستطاعة، و (الهرم): كبر السن، الذي يؤدي إلى تهاون الأعضاء، وتساقط القوى، وإنما استعاذ منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015