التقسيم نبني القول في {قل يا أيها الكافرون} أنها ربع القرآن لما فيها من البراءة من الشرك والتدين بدين الحق، وهذا هو التوحيد الصرف؛ لهذا قرنت في معنى الإخلاص بـ {قل هو الله أحد} قال جابر في الحديث الصحيح الذي رواه عنه محمد بن جعفر (قرأ - عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[178/ب]- في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص) هذا، ونحن وإن سلكنا هذا المسلك بمبلغ علمنا نعتقد ونعترف أن بيان ذلك على الحقيقة إنما يتلقى من قبل الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) فإنه هو الذي ينتهى إليه في معرفة حقائق الأشياء والكشف عن خفيات العلوم، فأما القول الذي نحن بصدده ونحوم حوله على مقدار فهمنا وإن سلم من الخلل والزلل لا يتعدى عن ضرب من الاحتمال.
[1504] ومنه حديث عقبة بن عامر في حديثه (بين الجحفة والأبواء ...) الجحفة مسهل أهل الشام.