قال الخطابي: هذا كلام تمثيل وتقريب والكلام لا يقدر بالمكاييل ولا تسعه الأوعية، وإنما المراد منه تكثير العدد حتى لو يقدر أن تكون تلك الكلمات أجساما تملأ الأماكن لبلغت من كثرتها ما يملأ السموات والأرضين، وذكر فيه وجهين آخرين لا يبلغان مبلغ هذا الوجه في استقامته قلت ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرف أن حمد الله أعز من أن يعتوره الحسبان أو يكشفه الزمان والمكان فأحال الأمر فيه على المشيئة وليس وراء ذلك للجهد منتهى، ولم ينته أحد من خلق الله في الحمد مبلغه ومنتهاه، ولهذه الرتبة استحق أن يسمى أحمد؛ لأنه كان أحمد ممن سواه.

[594] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- (ولا ينفع ذا الجد منك الجد)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015