باب: ما يقرأ بعد التكبير

ومن باب: ما يقرأ بعد التكبير [82/أ]

(من الصحاح)

[543] حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة) هي إفعالة من السكوت، ومعناها سكوت يقتضى بعده كلاما، أو قراءة مع قصر المدة؛ ألا ترى الراوي يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما تقول في إسكاتك فقال .... : اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... الحديث وإنما أراد بهذا السكوت ترك رفع الصوت بالكلام؛ ألا تراه يقول ما تقول في إسكاتك، أي: سكوتك عن الجهر دون السكوت عن القراءة والقول.

وفيه (اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد)؛ قلت: ذكر أنواع المطهرات المنزلة من السماء التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بأحدها؛ تبيانا لأنواع المغفرة التي لا تخلص من الذنوب إلا بها، أي طهرني من الخطايا بأنواع مغفرتك التي هي في تمحيص الذنوب بمثابة هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس والأوضار ورفع الجنابة والأحداث. ويحتمل أنه يسأل الله تعالى أن يغسل خطاياه بهذه الأنواع التي يستعملها المتطهرون لرفع الأحداث؛ والمعنى: كما جعلتها سببا لحصول الطهارة فاجعلها سببا لحصول المغفرة؛ وبيان ذلك في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر (معها) بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ...) الحديث

[544] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث علي- رضي الله عنه: (سبحانك وبحمدك) أي: أنزهك يا رب من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015