[381] ومنه: قول بريدة- رضي الله عنه- في حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (فأبرد بالظهر فأنعم أن يبرد بها).

الإبراد: انكسار وهج الحر. والمعنى أنه صلى الظهر حين انكسر الوهج.

وقال بعض أهل اللغة في قوله - صلى الله عليه وسلم - (أبردوا بالظهر) أي صلوها في أول وقتها، وبرد النهار أوله. ولم يصب في تأويله هذا لأن الإبراد في حديث بريدة وفي عدة أحاديث ذكر لبيان ما اختاره - صلى الله عليه وسلم - من الوقت الآخر في أوآن الحر؛ ثم إن قوله - صلى الله عليه وسلم - (فإن شدة الحر من فيح [64/ب] جهنم) بعد قوله: (أبردوا بالظهر) على وجه التعليل: ينقض على هذا المؤول تأويله. وقوله (فأنعم) أي: زاد على الإبراد؛ وهذا أيضا يرد عليه ما توهمه؛ لان الزيادة على أول الوقت أمر غير مشروع، وقول غير مسموع، يقال: أحسنت إلى، وأنعمت أي: زدت على الإحسان. وقد وجدت قوله: (فأبردوا بالظهر) في نسخ المصابيح بغير حرف الجر، وإثبات حرف الجر هو الصواب رواية ومعنى.

[382] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عباس رضي الله عنه: (وكان الفئ مثل الشراك).

الفئ: هو الظل، ولا يقال إلا لراجع منه، وذلك بعد الزوال، قال حميد بن ثور:

فلا الظل من برد الضحى تستطيعه .... ولا الفئ من برد العشي تذوق

وقال ابن السكيت: (الظل: ما نسبخته الشمس، والفئ: ما نسخ الشمس)، وإنما سمي: فيئا؛ لرجوعه من جانب إلى جانب، ثم إن الظل الباقي بعد الزوال يتفاوت في البلدان تارة على حسب الطول والعرض،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015