ومن كتاب الرؤيا
(من الصحاح)
[3449] حديث [أبي قتادة]-رضي الله عنه- الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان) الرؤيا كالؤية جعل ألف التأنيث فيها مكان تاء التأنيث للتفريق ما يراه في المنام وبين ما يراه في اليقظة، والحلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا، ويدل عليه قول القائل:
رأيت رؤيا ثم عبرتها .... وكنت للأحلام عبارا
فعلم بهذا ونظائره من كلامهم أن التفريق بين الأمرين بهذين اللفظين إنما كان من الاصطلاحات الشرعية التي لم يقتضيها بليغ، ولم يهتد إليها حكيم، بل سنها صاحب الشرعية للفصل بين الحق والباطل، كأنه كره أن يسمي ما كان من الله وما تان من الشيطان باسم واحد، فجعل الرؤيا عبارة عن القسم الصالح؛ لما في صيغة لفظها من الدلالة على مشاهدة الشيء بالبصر أو البصيرة، وجعل الحلم عبارة عما كان من الشيطان؛ لأن أصل الكلمة لم يستعمل إلا فيما يخيل إلى الحالم في منامه، ولهذا خص الاحتلام بما يخيل إلى المحتلم في منامه من قضاء الشهوة، وذلك مما لا حقيقة له.