أبى، وكتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عمر بن شبّة، قالا: لما أنشد الأخطل عبد الملك:
خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا
قال عبد الملك: بلى منك، لا أمّ لك! وتطيّر عبد الملك من قوله؛ فعاد فقال:
فراحوا اليوم أو بكروا
حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا أحمد بن الهيثم بن فراس، قال: حدثنا أبو عمرو العمرى، عن الهيثم بن عدى، قال:
حدثنى إسحاق بن سعيد، عن عمرو بن سعيد، قال: حدثنى أبى، قال: قدم علينا إبراهيم بن متمم بن نويرة، فنزل بنا؛ فكلمت فيه عبد الملك بن مروان، فقلت: يا أمير المؤمنين؛ ما رأيت بدويّا يشبهه عقلا وفضلا. قال: أدخله. فأدخلته. فرأى منه ما رأينا منه، فقال: أنشدنا بعض مراثى أبيك عمّك. قال: فأنشده:
نعم الفوارس يوم نشبة غادروا ... تحت التراب قتيلك ابن الأزور [130]
فلما انتهى إلى قوله:
أدعوته بالله ثم قتلته ... لو هو دعاك بمثلها لم يغدر
قال: فالتفت عبد الملك إلىّ، فعرفت ما أراد، فقلت: يا أمير المؤمنين إن كنت علمت أو اطّلعت أو شاورت أو جرى منى فى هذا قول أو فعل فكلّ مرة «70» له طالق، وكلّ مملوك له حرّ، وكلّ مال له فى المساكين، وعليه المشى إلى بيت الله. وحلف بنو عمرو بن سعيد- وهم أخواله- مثلها. فقال عبد الملك: وذاك وذاك. فقام والله ما أمر له بشىء. فلما انصرفنا جمعنا له بيننا دراهم وكسوة وجهزناه ورجع إلى بلاده.
قال الشيخ أبو عبيد الله المرزبانى رحمه الله تعالى: وإنما كره عبد الملك استماع هذا