حدثنى محمد بن إبراهيم الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن خيثمة، عن أبى نصر [129] أحمد بن حاتم، قال: بلغنى أن الفرزدق دخل على عبد الملك بن مروان، فقال له: من أشعر أهل زماننا؟ قال: أنا يا أمير المؤمنين. قال: ثم من؟ قال: غلام منّا بالبادية يقال له ذو الرمة. قال: ثم دخل عليه جرير بعد ذلك فقال له: من أشعر الناس- قال: أنا يا أمير المؤمنين. قال: ثم من؟ قال: غلام منا بالبادية يقال له ذو الرمة. فأحبّ عبد الملك أن يراه لقولهما، فوجّه إليه فجىء به، فقال: أنشدنى أجود شعرك فأنشده «68» :
ما بال عينك منها الماء ينسكب ... كأنه من كلى مفريّة سرب
قال: وكانت عينا عبد الملك تسيلان ماء، قال: فغضب عليه ونحّاه. فقيل له:
ويحك! إنما دهاك عنده قولك:
ما بال عينك منها الماء ينسكب
فاقلب كلامك. قال: فصبر حتى دخل الثانية، فقال له: أنشده، فأنشد:
ما بال عينى منها الماء ينسكب
حتى أتى على آخرها، فأجازه وأكرمه.
أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، عن أبى عبيدة، قال: لما أنشد الأخطل عبد الملك «69» :
خفّ القطين فراحوا منك أو بكرو
قال عبد الملك: بلى منك إن شاء الله- تطيّرا.
وحدثنا محمد بن القاسم الأنبارى، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الرّبعى، قال: حدثنى أحمد بن عثمان بن محمد العثمانى، قال: حدثنى