أخبرنى إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوى، عن محمد بن يزيد المبّرد، قال: عيب على الفرزدق قوله «148» :
يا أخت ناجية بن سامة إننى ... أخشى عليك بنىّ إن طلبوا دمى
وقالوا: ما للمتغزل وذكر الأولاد والاحتجاج بطلب الثارات؟ هلا قال كما قال جرير «149» :
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
وكما روى عن ابن عباس فإنه- وإن كان فى باب الجدّ- أشكل بمذهب الغزل، وهو قوله:
هذا قتيل الحبّ لا عقل ولا قود
حدثنى إبراهيم بن شهاب، قال: حدثنا الفضل بن الحباب، عن محمد بن سلام «150» ، قال: قال العلاء بن حريز- وكان قد أدرك الناس وسمع- قال: كان يقال للأخطل: إذا لم يجئ سابقا سكيت «151» ؛ والفرزدق، لا يجىء سابقا ولا سكيتا؛ فهو بمنزلة المصلّى. وجرير يجىء سابقا وسكيتا ومصلّيا.
قال ابن سلام: وتأويل قوله أنّ للأخطل خمسا أو ستّا أو سبعا طوالا روائع غرّا جيادا، هو بهنّ سابق، وسائر شعره دون أشعارهما؛ فهو فيما بقى بمنزلة السّكيت.
والسكيت: آخر الخيل فى الرهان.
ويقال: إن الفرزدق دونه فى هذه الروائع، وفوقه فى بقية شعره؛ فهو مصلّ «152» .
والمصلّى: الذى يجىء بعد السابق، وقبل السكيت.