قال «135» : وقال يونس: كان للفرزدق غلامان؛ أحدهما اسمه وقّاع والآخر زنقطة «136» ، ولوقّاع يقول الفرزدق «137» :
تغلغل وقّاع إليها فأصبحت ... تخوض خداريّا من الليل أخضرا «138»
لطيف إذا ما انغلّ «139» أدرك ما ابتغى ... إذا هو للظّبى الغرير تقتّرا «140»
وقال أيضا «141» :
فأبلغهنّ «142» وحى القول عنّى ... وأدخل رأسه تحت القرام «143»
أسيّد ذو خريّطة نهارا ... من المتلقّطى قرد القمام «144»
فقلن له: نواعدك الثّريا ... وذاك إليه «145» مجتمع الزّحام
ثلاث «146» واثنتان فهنّ خمس ... وسادسة تميل إلى الشّمام
الشمام: المشامّة.
فبتن بجانبىّ مصرّعات ... وبتّ أفضّ أغلاق الختام «147»
وكان جرير مع إفراطه فى الهجاء يعفّ عن ذكر النساء؛ كان لا يشبب إلا بامرأة يملكها.