روى أحمد بن أبى طاهر، عن حماد بن إسحاق، عن محمد بن سلام، عن كردين البصرى أنّ عريفهم عون بن ثعلبة علق بالفرزدق وقال: يا عدو الله، سرقتنا قول صاحبنا الأعلم العبدى «85» :

إذا اغبرّ آفاق السماء وكشّفت ... ستور بيوت الحىّ حمراء حرجف «86»

وهتّكت الأطناب كلّ ذفرّة «87» ... لها تامك من عاتق «88» النىّ أعرف «89»

وجاء قريع الشّول قبل إفالها ... زفيفا وجاءت «90» خلفه وهى زفّف

وباشر راعيها الصّلى «91» بلبانه ... وكفّيه حرّ النار ما يتحرّف «92»

وأخمدت «93» الشّعرى مع الليل نارها ... وأمست محولا جلدها يتوسّف «94» [50]

وأصبح موضوع «95» الصّقيع كأنه ... على سروات النّيب «96» قطن مندّف

وقاتل كلب الحىّ عن نار أهله ... ليربض فيها والصّلى متكنّف «97»

وجدت الثّرى فينا إذا «98» يبس الثّرى ... ومن هو يرجو فضله المتضيّف

ترى جارنا فينا يجير «99» وإن جنى ... فلا هو ممّا ينطف الجار ينطف «100»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015