فقال عنبسة بن معدان: الزحام مذكر. فقال الفرزدق: اغرب. قال عبد الله، فالزحام له وجهان أن يكون مصدرا مثل الطعان والقتال؛ من قولهم: زاحمته زحاما؛ لهذا مذكر- كما قال عنبسة، أو يكون جمعا للزحمة يراد بها الجماعة المزدحمة، فهذا مؤنث؛ لأن الزحام هو المزاحمة، كما أن الطعان هو المطاعنة، وقول عنبسة أقوى وأعرف فى الكلام.
أخبرنى الصولى، قال: حدثنا الطّيّب بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: سمعت الأصمعى يقول: لا أحبّ قول الفرزدق فى الطعن «54» :
فيها تعلّ صدورهن وتنهل
ويقول: أحسن الطّعان الخلاس، والخلاج، والدّراك، كما قال الجعدى «55» :
أمام لواء كظلّ العقا ... ب من يأته يلق طعنا خلاسا
وكما قال امرؤ القيس «56» :
نطعنهم سلكى ومخلوجة ... لفتك لأمين على نابل «57»
أخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: قال الفرزدق فى يزيد بن المهلّب «58» :
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار «59»