كلّ ملثّ صوبه ماطر «18»
فقال: قد والله علمت ذاك، ولكن ابن النبطية شكّكنى، فعاد إلى قوله الأول؛ وكان عنبسة يعين على الفرزدق، ويروى عليه؛ فهجاه الفرزدق.
حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، قال: حدثنا الفضل بن الحباب، عن محمد بن سلام «19» ، عن يونس، قال: قال ابن أبى إسحاق فى بيت الفرزدق «20» :
وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلّا مسحتا أو مجلّف «21»
ويروى «مجرّف» . وللرفع وجه.
وقال أبو عمرو بن العلاء: لا أعرف له وجها. وكان يونس لا يعرف له وجها. قلت له: لعل الفرزدق قالها على النّصب ولم يأبه. قال: لا، كان ينشدها على الرفع، وأنشدنيها رؤبة بن العجاج على الرفع. وتقول العرب، سحتّه وأسحتّه نقرؤهما «22» جميعا فى القرآن، فمن قال «23» : «فيسحتكم بعذاب» فهو من أسحت وهو مسحت، وهى التى قال الفرزدق. ومن قال: فيسحتكم- فهى من سحت فهو مسحوت.
قال ابن «24» سلام: فأخبرنى الحارث البنانى أخو أبى الجحّاف أنه سمع الفرزدق ينشد «25» :
فياعجبا حتى كليب تسبّنى ... كأنّ أباها نهشل أو مجاشع «26»
كأنه جعله غاية فخفض.