وذكر البيتين.
فقال له عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ: أقويت. فغيّره الفرزدق، وقال:
على زواحف نزجيها محاسير
وهجا عبد الله بن أبى إسحاق، فقال «15» :
فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكنّ عبد الله مولى مواليا
قال الصولى: أجرى «16» هذه الياء أعنى «مولى مواليا» ؛ وليس بالوجه. وقد قال غيره مثل هذا ونحوه. وابن أبى إسحاق مولى الحضارمة.
قال: وبلغ الفرزدق أنّ الناس يقولون: قد أقوى الفرزدق، ولم يبلغه بعد أن قائله ابن أبى إسحاق، قال: فما بال هذا الذى يجرّ خصييه فى المسجد- يعنى ابن أبى إسحاق- لا يجعل له بحيلته وجها؟
وأخبرنى عبد الله بن هارون الشّيرازى، عن يحيى بن على، عن الأطروش بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى، عن إسحاق، قال: قال الفرزدق ليزيد بن عبد الملك:
مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنديف القطن منثور
على عمائمنا تلقى وأرحلنا ... على حراجف تزجى مخّهارير [45]
قال: فقال أبو عبيدة: فعاب هذا البيت عليه- يعنى قوله: «مخّهارير» - عنبسة بن معدان؛ وهو معدان الفيل فقيل عنبسة الفيل- فقال: ما يدريك يابن النبطية؟ ثم دخل قلبه منه شىء فغيّره؛ فقال:
على حراجف نزجيها محاسير
فلقيه عبد الله بن أبى إسحاق وقد نجم تلك الأيام، واشتغل عنبسة؛ فقال: عيب عليك بيتك؛ وقد قال الأعشى «17» :