دم واحدة، وتمكنت هذه الطريقة من خلال أتباعها وزواياها التى

انتشرت فى إفريقيا جنوب الصحراء أن تنشر الإسلام بين العديد من

القبائل الإفريقية الوثنية، مثل قبيلة «بيلى» التى كانت تسكن منطقة

«إنيدى» شرق «بوركو» فى شمال «نيجيريا»، وعمّقت الإسلام بين

جماعات «التِّدَا» فى شمال «بحيرة تشاد».

وكان للسنوسيين فضل كبير فى نشر الإسلام فى «واداى»، التى

تقع شرق «بحيرة تشاد»، وبين قبائل «الجلا» فى «الحبشة»؛ حيث

كانوا يشترون العبيد أو الأطفال ثم يحررونهم ويرسلونهم إلى مركز

الطريقة الرئيسى فى «واحة جغبوب» فى الصحراء الكبرى بين

«مصر» و «ليبيا»، فيتعلمون ثم يعودون إلى بلادهم دعاة للإسلام.

كذلك كان لأتباع «الطريقة القادرية» التى انتشرت فى شمال إفريقيا

وغربها أثر كبير فى نشر الإسلام فى هذه البلاد، فقد اتخذ أتباعها

من مدينة «ولاتة» بموريتانيا أول مركز لهم فى تلك البلاد منذ القرن

الخامس عشر الميلادى ثم لجئوا إلى «تمبكت»، وانتشر أتباعهم

ودعاتهم فى أنحاء «السودان الغربى»، وكذلك فى منطقة «القرن

الإفريقى» وساحل «شرق إفريقيا»، ووصل أتباعها فى الداخل

حتى «الكونغو»، وكان أتباع هذه الطريقة يقومون بتأسيس المدارس

لتعليم الدين ونشر الإسلام، ويرسلون نوابغ الطلاب إلى مدارس

«القيروان» و «تونس» و «فاس» و «الأزهر»، وغيرها، فإذا ما أتموا

دراستهم عادوا إلى أوطانهم دعاة للإسلام.

ومن الطرق الأخرى التى انتشرت فى القارة «الطريقة التيجانية» التى

أنشأها «أبو العباس أحمد بن محمد المختار بن سالم التيجانى»

المتوفى عام (1231هـ = 1815م)، وقد قام أتباعه بنشر هذه الطريقة

بين رجال القوافل والتجار، فانتشرت تعاليمها فى حوض «السنغال»

وفى «تمبكت» وفى سائر أنحاء غرب إفريقيا، وظهرت هذه الطريقة

أيضًا فى «السودان النيلى» وشرق إفريقيا على يد بعض التيجانية

القادمين من غرب إفريقيا. وقد انخرط فى سلك هذه الطريقة علية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015