«أودغشت» ومدينة «تمبكت» وغيرهما.

كما هاجرت قبائل من البربر منذ ما قبل الإسلام إلى حوض «بحيرة

تشاد» وأقامت دولة تسمى «دولة الكانم والبرنو»، ولم يلبث ملوك

هذه الدولة أن اعتنقوا الإسلام فى أواخر القرن الحادى عشر للميلاد،

وظلوا يحكمون هذه البلاد وينشرون الإسلام فيها حتى القرن التاسع

عشر.

كذلك كان لهجرات النوبيين والصوماليين والجلا والأعفار والزنوج أثر

كبير فى نشر الإسلام فى منطقة «القرن الإفريقى»، وفى «ساحل

شرق إفريقيا»، وكانت هذه الهجرات وراء توسع السلطنات الإسلامية

التى قامت فى هذه المنطقة، وساعدتها فى رد عدوان الأحباش على

المسلمين فى منطقة «القرن الإفريقى» وخاصة فى القرن السادس

عشرالميلادى.

5 - الطرق الصوفية:

ارتبط نشاط الدعوة إلى الإسلام لاسيما فى غرب إفريقيا وشرقها

بانتشار الطرق الصوفية، وخاصة بين المشتغلين بالتجارة، وكانت

هذه الطرق قد بزغ نجمها فى الأفق منذ أن تعرض العالم الإسلامى

لخطر الإستعمار الأوروبى الحديث بدءًا من القرن السادس عشر

الميلادى، واستطاعت الطرق الصوفية أن تُسهم إسهامًا كبيرًا فى

الدعوة إلى مقاومة الاستعمار، وكذلك فى الدعوة إلى الوحدة

الدينية، وفى نشر الإسلام بين من لم يعتنقه، ونتيجة لذلك جذبت هذه

الطرق إليها كثيرًا من الشباب الأفارقة.

ففى شرق إفريقيا وبلاد «سودان وادى النيل» ظهرت «الطريقة

الميرغنية» فى القرن التاسع عشر للميلاد والتى كان لها تأثيرها

الكبير على الناس هناك، وكانت قد ظهرت قبلها بعدة قرون «الطريقة

القادرية والشاذلية والرفاعية»، وانتشر أتباع هذه الطرق على طول

الساحل الشرقى لإفريقيا، وفى الجزر المواجهة له وكذلك فى

المناطق الداخلية.

وفى سنة (1253هـ = 1837م) ظهرت فى شمال إفريقيا الطريقة

السنوسية على يد الفقيه الجزائرى «محمد بن على السنوسى»، الذى

استطاع أن يقيم دولة دينية فى الأراضى الليبية، دون أن يريق قطرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015