وكانت مسكنًا للسلطان «محمد رشاد». وسراى «جراغان» وسراى
«يلدز» وسراى «بكر بك» التى توفى بها السلطان «عبد الحميد
الثانى» بعد خلعه.
وأشهر المهندسين المعماريين فى الدولة العثمانية هو «سنان
باشا»، الذى كان نصرانيا ثم أسلم وعمره (23) عامًا، واشترك فى
الحملات العثمانية والفتوحات فى المشرق والمغرب، واطَّلع على كثير
من الطرز والأعمال المعمارية التى جذبت انتباهه فى «تبريز»
و «حلب» و «بغداد» ودول «أوربا».
وعندما عاد إلى «إستانبول» تولى منصب كبير معمارى الخاصة
السلطانية، وأصبح المسئول عن إقامة الأعمال المعمارية من قصور
وجوامع ومدارس ومطاعم وحمامات وأضرحة، وبلغت أعماله المعمارية
نحو (441) عملا موزعة فى مختلف أرجاء الدولة العثمانية، منها
«جامع صقوللو محمد باشا»، و «جامع رستم باشا»، و «جامع شهر
زاده»، و «جامع السليمانية»، و «جامع محمد باشا البوسنوى»، إلى
جانب العديد من الأعمال فى البلدان العربية، وتشهد أعماله بالأصالة
ويسودها المعرفة العميقة والتكنيك الهندسى، وفهمه الكبير للفن،
ورقة ذوقه، وقد مكنه كل ذلك من إضافة أشكال جديدة للفن
المعمارى.
وتوفى «سنان باشا» سنة (966هـ= 1558م) وعمره يقارب المائة عام،
بعدما عاصر خمسة من سلاطين العثمانيين.
فن الرسم العثمانى:
لم يظهر هذا الفن إلا فى عهد السلطان «محمد الفاتح» الذى دعا
فنانين إيطاليين مشهورين إلى القصر السلطانى، وأوكل إليهم إنجاز
بعض اللوحات للسلطان، وليقوموا بتدريب بعض العثمانيين على هذا
الفن، وكان من أشهرهم «ماستورى بافلى» و «كونستانزى
دافيرارى»،وظهرت كثير من المواهب الوطنية مثل «سنان» تلميذ
«ماستورى بافلى» و «حسام زاده».
ومن فنانى ذلك العهد «أحمد شبلى زاده» و «بابا مصطفى» و «تاج
الدين بن «حسين بالى» و «حسن شلبى».
ويبدو فى هذه الأعمال أثر المدارس الإيرانية، ويبرز اسم «المطرقى»
الذى رسم لوحات تمثل حملات الجيش العثمانى ومناظر القلاع