وبرز كثير من علماء الدولة العثمانية فى مجال الثقافة الإسلامية
المكتوبة باللغة العربية، مثل: «حاجى خليفة» صاحب كتاب «كشف
الظنون عن أسامى الكتب والفنون»، وهو كتاب ببليوجرافى مهم،
وله مكانته فى الدراسات العربية الإسلامية، جمع فيه أسماء (14500)
كتابًا لتسعة آلاف وخمسمائة مؤلف، وتناول فيه نحو (300) فن أو
علم، وقد حوى هذا الكتاب أمهات المصادر فى الفكر الإسلامى مما
صنف باللغة العربية أو الفارسية أو التركية.
ومن هؤلاء العلماء - أيضًا - «طاشكو برى زاده» وهو «عصام الدين
أبو الخير أحمد بن مصطفى» صاحب كتاب «الشقائق النعمانية فى
علماء الدولة العثمانية»، تناول فيه تراجم أكثر من (500) عالم وشيخ
من علماء الدولة العثمانية من عهد الأمير «عثمان» حتى السلطان
سليمان القانونى، منهم: ابن كمال باشا «شمس الدين أحمد بن
سليمان» الذى اشتهر بكثرة تآليفه ورسائله، وهو يشبه فى ذلك
«السيوطى» و «ابن الجوزى» و «ابن حزم» ممن اشتهروا بكثرة
مؤلفاتهم. يقول «اللكنوى» بأن لابن كمال باشا رسائل كثيرة فى
فنون عديدة، لعلها تزيد على ثلاثمائة غير تصانيف له فى لغات
إسلامية أخرى كالفارسية والتركية، وكان ذلك فى عهد السلطان
«سليم الأول».
وزخر عهد السلطان «محمد الفاتح» بالمصنفات العربية، وبخاصة
أساتذته الذين قاموا بتعليمه وتثقيفه، مثل الشيخ «الكورانى»،
والشيخ «خسرو»، كما ظهر فى عهد «سليمان القانونى» شيخ
الإسلام «أبو السعود أفندى» صاحب التفسير المعروف «إرشاد العقل
السليم إلى مزايا الكتاب الكريم».
وكانت اللغة العربية هى السائدة فى جميع المدارس والجامعات
العثمانية، على حين استخدمت اللغة التركية فى الأعمال الحكومية
فقط.
وعنى السلاطين العثمانيون بالأدب والشعر، فكان السلطان «مراد
الثانى» (805 - 855هـ= 1402 - 1451م) يعقد مجلسًا فى قصره، يدعو
إليه الشعراء ليتسامروا ويقرضوا الشعر بين يديه، وكان يشجع حركة