بكرات معدنية مختلفة، وحتى الآن توجد مئذنتان ترجعان إلى عصر
دولة بنى نصر، الأولى مئذنة مسجد تحول إلى كنيسة هى كنيسة
«سان خوان دى لوس ريس»، والثانى ببلدة «رندة» التى تحول
مسجدها إلى كنيسة باسم «سان سباستيان».
قصر الحمراء:
يعد قصر الحمراء من أعظم الآثار الأندلسية بما حواه من بدائع الصنع
والفن، وقد كانت الحمراء قلعة متواضعة فى القرن الرابع الهجرى،
وعندما تولى «باديس بن حبوس» زعيم البربر غرناطة اتخذها قاعدة
لملكه، وأنشأ سورًا ضخمًا حول التل الذى تقع عليه، وبنى فى داخله
قصبة جعلها مركزًا لحكمه، وقد تطورت مع الزمن وأصبحت حصن
غرناطة المنيع.
ولما دخل «محمد بن الأحمر» غرناطة عام (635هـ = 1238م)، أخذ
يبحث عن مكان مناسب تتوافر له القوة والمناعة، فاستقر به المطاف
عند موقع الحمراء فى الشمال الشرقى من غرناطة، وفى هذا
المكان المرتفع وضع أساس حصنه الجديد «قصبة الحمراء»، ولكى
يوفر له الماء أمر بعمل سد على نهر «حدرة» شمالى التل، شيدت
عليه القلعة، ومنه تؤخذ المياه وترفع إلى الحصن بواسطة السواقى،
وقد باشر السلطان العمل بنفسه واشترك فيه وكافأ المجتهدين،
واتخذ ابن الأحمر من هذا القصر مركزًا لملكه وأنشأ فيه عددًا من
الأبراج المنيعة، وأقام سورًا ضخمًا يمتد حتى مستوى الهضبة، وفى
عهد «محمد الفقيه» استكمل الحصن والقصر الملكى، ولما تولى
«محمد الثالث» قام ببناء المسجد الجامع بالقصر.
وكان عهد السلطان «يوسف الأول» وولده «محمد الخامس» هو العصر
الذهبى لعمليات الإنشاء والتشييد فى قصر الحمراء ففى عهد الأول
أقيم السور الذى يحيط بالحمراء بأبراجه وبوابته العظمى المعروفة
بباب الشريعة أو العدل وغير ذلك من الأبراج والقصور والحمامات،
وقام الثانى بإصلاح ما بدأه أبوه وإتمامه، ثم قام بتشييد مجموعة
قصر السباع، وقاعة الملوك أو العدل وغيرها.
وقد يسأل سائل، من أين جاء اسم الحمراء؟ قيل إن هذا اسم قلعة