بن شهيد» وهو الذى تولى الحجابة لوالده ورشحه عنده لولاية العهد،

واجتمعت السلطات فى أيدى أسرتى بنى «شهيد» وبنى «أبى

عبدة» - من أعظم الأسر القرطبية آنئذ - ثم آل منصب الحجابة إلى

«هاشم بن عبدالعزيز» من أسرة مولَّدة، وكان وزيرًا أيام

«عبدالرحمن الأوسط» وأصبح من أكثر الوزراء حظوة عند الأمير

«محمد»، وهو من أشهر رجالات الحرب والسياسة. وكان مع ذلك من

الأدباء والشعراء المطبوعين.

ومن وزراء الأمير «محمد» «تمام بن عامر الثقفى» الشاعر المؤرخ

صاحب «أرجوزة» فى فتح «الأندلس» وأشهر لاعب شطرنج فى

زمنه، و «سليمان بن وانسوس» من أصل بربرى، وكان أديبًا تولى

خطة السوق والحسبة، ومنهم الكاتب البليغ «عبدالملك بن عبدالله ابن

أميتة».

وقوى نفوذ الفقهاء فى بلاط الأمير «محمد»، وكان لهم دور فى

توجيه سياسته مع النصارى، وكان متسامحًا معهم كما كان يفعل

أبوه، وقد أبقى عددًا منهم فى مناصبهم.

وقد عُرف الأمير «محمد» بالحلم والأناة ومودة آل بيته، كما كان

أديبًا ذواقة، يجتمع حوله أكابر الناس والعلماء والشعراء من أمثال:

«عباس بن فرناس» و «ابن عبدربه» و «ابن حبيب»، ومن أمثال: «بقى

بن مخلد» أعظم فقهاء الأندلس فى زمنه.

وعلى الرغم من أن أحداث فترة حكم الأمير «محمد» لم تتح له فرصة

كبيرة للقيام بأعمال إنشائية، فإنه أولى للمسجد الجامع فى قرطبة

اهتمامًا كبيرًا، فأتم الزيادة التى بدأها أبوه فى وسط الجامع وأقام

فيه المقصورة، وكان أول من اتخذها، وأصلح القسم القديم الذى

بناه جده «الداخل» وجدده، كما أصلح جوامع «استجة» و «شذونة»

وغيرها .. وأضاف زيادات لقصر الإمارة، وجدد «منية الرصافة»

واستجلب لها الأشجار النادرة واتخذها متنزهًا، وأنشأ منية خاصة

جنوب غربى قرطبة أسماها «منية كنتش» جعلها متنزهًا له كذلك.

الأمير المنذر بن محمد [273 - 275هـ = 886 - 888م].

كان «المنذر» ولى عهد أبيه ومحل ثقته، وفارسًا شجاعًا، وقائدًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015