الذهب والصمغ من «السودان» إلى «الأندلس»، وقاموا بتصدير
المنسوجات الصوفية والجلدية إلى «أوربا»، واستوردوا الآلات
الحديدية والأحواض الرخامية، وكان لميناء «سبتة» وغيره من
الموانى دور بارز فى تسهيل عمليتى استيراد هذه البضائع
وتصديرها.
الحياة الاجتماعية:
تشكل المجتمع المرينى من عدة عناصر جاء البربر فى مقدمتها،
وجاءت «قبيلة هنتانة» التى تنتمى إليها الأسرة الحاكمة فى مقدمة
القبائل البربرية. ولاشك أن هذه القبيلة التى أسست «الدولة
المرينية» قد احتلت مركز الصدارة بالدولة، وتلتها فى المرتبة القبائل
الهلالية، ثم القبائل التركية، ثم بقايا الروم والفرنج الذين انضموا إلى
الجيش المرينى.
وقد اتسم بلاط المرينيين فى بداية عهدهم بالبداوة، ثم أخذوا بمظاهر
الرقى والترف بعد أن استقرت لهم أوضاع البلاد، وثبتت أركانها
وتنوعت احتفالات المرينيين، وتعددت بها مظاهر الأبهة والعظمة وكان
لاستقبال الوفود وتوديعها احتفال خاص يليق بالدولة، كما كان
الاحتفال بعيدى الفطر والأضحى، والمولد النبوى، من أهم ما حرص
عليه سلاطين هذه الدولة.
وحظى البناء والتعمير بمرتبة رفيعة لدى المرينيين، واهتموا به
اهتمامًا بالغًا، وشيدوا عدة مدن تأتى فى مقدمتها مدينة «فاس
الجديدة» أو «الدار البيضاء» التى أنشأها السلطان «يعقوب بن
عبدالحق»، فى سنة (674هـ= 1275م)، لتكون عاصمة لبلاده بدلا من
العاصمة القديمة «فاس» التى ازدحمت بالناس. كما بنى «يوسف بن
يعقوب» مدينة «المنصورة» أثناء حصاره لمدينة «تلمسان» سنة
(698هـ= 1299م) واختط بها قصره ومسجدًا، ومساكن للجند والدور
والفنادق والبساتين، ثم أُحيطت المدينة بسور كبير.
هكذا بنى المرينيون المساجد الكبيرة بشتى مدن «المغرب الأقصى»،
وعنوا بفرشها وتزويدها بالماء اللازم للوضوء، وكان المسجد الجامع
الذى بنى بفاس الجديدة سنة (677هـ= 1278م) من أهم هذه المساجد.